فصل: تفسير الآية رقم (3):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (286):

{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)}
{لاَ يُكَلّفُ الله نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} أي ما تسعه قدرتها {لَهَا مَا كَسَبَتْ} من الخير أي ثوابه {وَعَلَيْهَا مَا اكتسبت} من الشرّ أي وزره ولا يؤاخذ أحد بذنب أحد ولا بما لم يكسبه مما وسوست به نفسه قولوا {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا} بالعقاب {إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} تركنا الصواب لا عن عمد كما آخذت به مَن قبلنا وقد رفع الله ذلك عن هذه الأمة كما ورد في الحديث، فسؤاله اعتراف بنعمة الله {رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا} أمراً يثقل علينا حمله {كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الذين مِن قَبْلِنَا} أي بني إسرائيل من قتل النفس في التوبة وإخراج ربع المال في الزكاة وقرض موضع النجاسة {رَبَّنَا وَلاَ تُحَمّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ} قوّة {لَنَا بِهِ} من التكاليف والبلاء {واعف عَنَّا} امح ذنوبنا {واغفر لَنَا وارحمنا} في الرحمة زيادة على المغفرة {أَنتَ مولانا} سيدنا ومتولي أمورنا {فانصرنا عَلَى القوم الكافرين} بإقامة الحجة والغلبة في قتالهم فإنّ من شأن المولى أن ينصر مواليه على الأعداء، وفي الحديث «لما نزلت هذه الآية فقرأها صلى الله عليه وسلم قيل له عقب كل كلمة: قد فعلت».

.سورة آل عمران:

.تفسير الآية رقم (1):

{الم (1)}
{الم} الله أعلم بمراده بذلك.

.تفسير الآية رقم (2):

{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)}
{الله لاَ إله إِلاَّ هُوَ الحى القيوم}.

.تفسير الآية رقم (3):

{نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3)}
{نَزَّلَ عَلَيْكَ} يا محمد {الكتاب} القرآن مُتَلبِّسا {بالحق} بالصدق في أخباره {مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} قبله من الكتب {وَأَنزَلَ التوراة والإنجيل}.

.تفسير الآية رقم (4):

{مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4)}
{مِن قَبْلُ} أي قبل تنزيله {هُدًى} حال بمعنى هاديَيْن من الضلالة {لِلنَّاسِ} ممن تبعهما وعبر فيهما بـ (أنزل) وفي القرآن بـ (نزَّل) المقتضي للتكرير لأنهما أنزلا دفعة واحدة بخلافه {وَأَنزَلَ الفرقان} بمعنى الكتب الفارقة بين الحق والباطل وذِكْرُهُ بعد ذكر الثلاثة ليعم ما عداها {إِنَّ الذين كَفَرُواْ بئايات الله} القرآن وغيره {لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ والله عَزِيزٌ} غالب على أمره فلا يمنعه شيء من إنجاز وعده ووعيده {ذُو انتقام} عقوبة شديدة ممن عصاه لا يقدر على مثلها أحد.

.تفسير الآية رقم (5):

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5)}
{إِنَّ الله لاَ يخفى عَلَيْهِ شَئ} كائن {فِي الأرض وَلاَ فِي السماء} لعلمه بما يقع في العالم من كُلِّي وجزئيّ وخصهما بالذكر لأنّ الحس لا يتجاوزهما.

.تفسير الآية رقم (6):

{هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)}
{هُوَ الذي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأرحام كَيْفَ يَشَاءُ} من ذكورة وأنوثة وبياض وسواد وغير ذلك {لاَ إله إِلاَّ هُوَ} في ملكه {العليم الحكيم} في صنعه.

.تفسير الآية رقم (7):

{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)}
{هُوَ الذي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكتاب مِنْهُ ءايات محكمات} واضحات الدلالة {هُنَّ أُمُّ الكتاب} أصله المعتمد عليه في الأحكام {وَأُخَرُ متشابهات} لا تفهم معانيها كأوائل السور وجعله كله محكماً في قوله: {أُحْكِمَتْ آياته} [1: 11] بمعنى أنه ليس فيه عيب ومتشابهاً في قوله: {كِتَابَاً مَّتَشَابِهاً} [23: 39] بمعنى أنه يشبه بعضه بعضاً في الحسن والصدق {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} ميل عن الحق {فَيَتَّبِعُونَ مَا تشابه مِنْهُ ابتغاء} طلب {الفتنة} لجُهَّالهم بوقوعهم في الشبهات واللبس {وابتغاء تَأْوِيلِهِ} تفسيره {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ} تفسيره {إِلاَّ الله} وحده {والراسخون} الثابتون المتمكنون {فِي العلم} مبتدأ خبره {يَقُولُونَ ءامَنَّا بِهِ} أي بالمتشابه أنه من عند الله ولا نعلم معناه {كُلٌّ} من المحكم والمتشابه {مّنْ عِندِ رَبّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ} بإدغام التاء في الأصل في الذال أي يتعظ {إِلاَّ أُوْلُواْ الألباب} أصحاب العقول ويقولون أيضاً إذا رأوا من يتبعه.

.تفسير الآية رقم (8):

{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)}
{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا} تُمِلْها عن الحق ابتغاء تأويله الذي لا يليق بنا كما أزغت قلوب أولئك {بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} أرشدتنا إليه {وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ} من عندك {رَحْمَةً} تثبيتاً {إِنَّكَ أَنتَ الوهاب}.

.تفسير الآية رقم (9):

{رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9)}
يا {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ الناس} تجمعهم {لِيَوْمٍ} أي في يوم {لاَ رَيْبَ} شك {فِيهِ} هو يوم القيامة فتجازيهم بأعمالهم كما وعدت بذلك {إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ الميعاد} موعده بالبعث فيه التفات عن الخطاب ويحتمل أن يكون من كلامه تعالى والغرض من الدعاء بذلك بيان أنّ همّهم أمر الآخرة ولذلك سألوا الثبات على الهداية لينالوا ثوابها، روى الشيخان عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {هُوَ الذي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكتاب مِنْهُ آيات محكمات} إلى آخرها، وقال: «فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمَّى الله فاحذروهم». وروى الطبراني في الكبير عن أبي موسى الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ما أخاف على أُمتي إلا ثلاث خلال» وذكر منها «أن يفتح لهم الكتاب فيأخذه المؤمن يبتغي تأويله وليس يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب». الحديث.

.تفسير الآية رقم (10):

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10)}
{إِنَّ الذين كَفَرُواْ لَن تُغْنِىَ} تدفع {عَنْهُمْ أموالهم وَلاَ أولادهم مّنَ الله} أي عذابه {شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النار} بفتح الواو ما توقد به.

.تفسير الآية رقم (11):

{كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (11)}
دأبهم {كَدَأْبِ} كعادة {ءَالِ فِرْعَوْنَ والذين مِن قَبْلِهِمْ} من الأمم كعاد وثمود {كَذَّبُواْ بئاياتنا فَأَخَذَهُمُ الله} أهلكهم {بِذُنُوبِهِمْ} والجملة مفسرة لما قبلها {والله شَدِيدُ العقاب} ونزل لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم اليهود بالإسلام بعد مرجعه من بدر فقالوا له: لا يغرّنك أن قتلت نفراً من قريش أغماراً لا يعرفون القتال.

.تفسير الآية رقم (12):

{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12)}
{قُلْ} يا محمد {لِلَّذِينَ كَفَرُواْ} من اليهود {سَتُغْلَبُونَ} بالتاء والياء، في الدنيا بالقتل والأسر وضرب الجزية وقد وقع ذلك {وَتُحْشَرُونَ} بالوجهين في الآخرة {إلى جَهَنَّمَ} فتدخلونها {وَبِئْسَ المهاد} الفراش هي.

.تفسير الآية رقم (13):

{قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13)}
{قَدْ كَانَ لَكُمْ ءايَةٌ} عبرة وذكر الفعل للفصل {فِي فِئَتَيْنِ} فرقتين {التقتا} يوم بدر للقتال {فِئَةٌ تقاتل فِي سَبِيلِ الله} أي طاعته، وهم النبي وأصحابه وكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً معهم فرسان وست أدرع وثمانية سيوف وأكثرهم رجالة {وأخرى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ} أي الكفار {مّثْلَيْهِمْ} أي المسلمين أي أكثر منهم وكانوا نحو ألف {رَأْىَ العين} أي رؤية ظاهرة معاينة وقد نصرهم الله مع قلتهم {والله يُؤَيّدُ} يقوي {بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء} نصره {إِنَّ فِي ذَلِكَ} المذكور {لَعِبْرَةًلأُوْلِى الأبصار} لذوي البصائر أفلا تعتبرون بذلك فتؤمنون؟.

.تفسير الآية رقم (14):

{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14)}
{زُيّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشهوات} ما تشتهيه النفس وتدعو إليه، زينها الله ابتلاءً أو الشيطان {مِنَ النساء والبنين والقناطير} الأموال الكثيرة {المقنطرة} المجمعة {مِنَ الذهب والفضة والخيل المسومة} الحسان {والأنعام} أي الإبل والبقر والغنم {والحرث} الزرع {ذلك} المذكور {متاع الحياة الدنيا} يتمتع به فيها ثم يفنى {والله عِندَهُ حُسْنُ المأب} المرجع وهو الجنة فينبغي الرغبة فيه دون غيره.

.تفسير الآية رقم (15):

{قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)}
{قُلْ} يا محمد لقومك {أَؤُنَبّئُكُمْ} أخبركم {بِخَيْرٍ مّن ذلكم} المذكور من الشهوات، استفهام تقرير {لّلَّذِينَ اتقوا} الشرك {عِندَ رَبّهِمْ} خبر مبتدؤه {جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين} أي مقدّرين الخلود {فِيهَا} إذا دخلوها {وأزواج مُّطَهَّرَةٌ} من الحيض وغيره مما يُستقذر {وَرِضْوَانٌ} بكسر أوله وضمه لغتان أي رضا كثير {مّنَ الله والله بَصِيرٌ} عالم {بالعباد} فيجازي كلاًّ منهم بعمله.

.تفسير الآية رقم (16):

{الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)}
{الذين} نعت أو بدل من (الذين) قبله {يَقُولُونَ} يا {رَبَّنَا إِنَّنَا ءامَنَّا} صدّقنا بك وبرسولك {فاغفر لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النار}.

.تفسير الآية رقم (17):

{الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)}
{الصابرين} على الطاعة وعن المعصية نعت {والصادقين} في الإيمان {والقانتين} المطيعين لله {والمنافقين} المتصدقين {والمستغفرين} الله بأن يقولوا اللهم اغفر لنا {بالأسحار} أواخر الليل خصت بالذكر لأنها وقت الغفلة ولذة النوم.

.تفسير الآية رقم (18):

{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)}
{شَهِدَ الله} بيَّن لخلقه بالدلائل والآيات {أَنَّهُ لا إله} أي لا معبود في الوجود بحق {إِلاَّ هُوَ} شهد بذلك {الملائكة} بالإقرار {وَأُوْلُواْ العلم} من الأنبياء والمؤمنين بالاعتقاد واللفظ {قَائِمَاً} بتدبير مصنوعاته ونصبه على الحال والعامل فيها معنى الجملة أي تفرّد {بالقسط} بالعدل {لاَ إله إِلاَّ هُوَ} كرره تأكيداً {العزيز} في ملكه {الحكيم} في صنعه.

.تفسير الآية رقم (19):

{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)}
{إِنَّ الدّينَ} المرضيّ {عَندَ الله} هو {الإسلام} أي الشرع المبعوث به الرسل المبني على التوحيد وفي قراءة بفتح {إنّ} بدل من أنه الخ بدل اشتمال {وَمَا اختلف الذين أُوتُواْ الكتاب} اليهود والنصارى في الدين بأن وحَّد بعض وكفر بعض {إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ العلم} بالتوحيد {بَغِيّاً} من الكافرين {بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بآيات الله فَإِنَّ الله سَرِيعُ الحساب} أي المجازاة له.

.تفسير الآية رقم (20):

{فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)}
{فَإنْ حَاجُّوكَ} خاصمك الكفار يا محمد في الدين {فَقُلْ} لهم: {أَسْلَمْتُ وَجْهِىَ للَّهِ} انقدت له أنا {وَمَنِ اتبعن} وخص الوجه بالذكر لشرفه فغيره أولى {وَقُلْ لّلَّذِينَ أُوتُواْ الكتاب} اليهود والنصارى {والأميين} مشركي العرب {ءأَسْلَمْتُمْ} أي أسلموا {فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهتدوا} من الضلال {وَإِن تَوَلَّوْاْ} عن الإسلام {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ البلاغ} التبليغ للرسالة {والله بَصِيرٌ بالعباد} فيجازيهم بأعمالهم وهذا قبل الأمر بالقتال.